الاثنين، 28 فبراير 2011

أي الناس أحب إليك ؟

تكون أقوى الناس قدرة على أستعمال المهارات التعامل مع الآخرين عندما تتعامل مع كل أحد تعاملاً رائعاً يجعله يشعر انه أحب الناس إليك... فتتاعمل مع أمك تعاملاً رائعاً مشبعاص بالتفاعل والأنس والاحتفاء إلى درجة أنها تشعر أن هذا التعامل الراقي لم يلقه أحد منك قبلها

وقل مثل ذلك عند تعاملك مع أبيك ... مع زوجتك ... أولادك ... زملأك ... بل قل مثله عند تعاملك مع من تلقاهم مرة واحدة...كبائع في دكان ... أو عامل في محطة وقود

كل هؤلاء تستطيع أن تجعلهم يجمعون على أنك أحب الناس إلأيهم إذا أشعرتهم أنهم احب الناس إليك ... وقد كان صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك

إذ أن من تتبع سيرته... وجد أنه كان يتعامل بمهارات أخلاقية راقية ... فيعامل كل أحد يلقاه بمهارات من احتفاء وتفاعل وبشاشة... حتى يشعر ذلك الشخص أنه أحب الناس إليه ... وبالتالي يكون هو أيضاً صلى الله عليه وسلم أحب الناس إليهم ... لأنه أشعرهم بمحبته

كان عمرو بن العاص رضى الله عنه داهية من دهاة العرب .... حكمة وفطنة وذكاءً... فأدهى العرب أربعة....عمرو واحد منهم

أسلم عمر وكان رأساً في قومه... فكان إذا لقي النبي صلي الله عليه وسلم في طريق رأى البشاشة والبشر والمؤانسة ... وإذا دخل مجلساً فيه النبي صلى الله عليه وسلم رأى الاحتفاء والسعادة بمقدمه ... وإذا دعاه النبي صلى الله عليه وسلم ناداه بأحب الأسماء إليه

شعر عمرو بهذا التعامل الراقي ... ودوام الاهتمام والتبسم أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فأراد أن يقطع الشك بالقين ... فأقبل يوماً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجلس إليه... ثم

قال : يار سول الله ... أي الناس أحب إليك؟

فقال صلى الله عليه وسلم : عائشة

قال عمرو : لا من الرجال يارسول الله ؟ لست أسئلك عن أهلك ...

فقال صلى الله عليه وسلم : أبوها

قال عمرو :ثم من ؟

قال : ثم عمر بن الخطاب

قال :ثم اي ؟

فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعدد رجالاً ... يقول : فلان .... ثم فلان بحسب سبقهم إلى الإسلام ...وتضحيتهم من أجله

قال عمرو : فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم

فنظر كيف أستطاع صلى الله عليه وسلم أن يمكتلك قلب عمرو بمهارات أخلاقية مارسها معه ... بل كان عليه الصلاة و السلام ينزل الناس منازلهم... وقد يترك أشغاله لأجلهم ... لإشعارهم بمحبته لهم وقدرتهم عنده

لما توسع صلى الله عليه وسلم بالفتوحات وبدأ ينتشر الأسلام .... جعل صلى الله عليه وسلم يرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إلى اسلام... وربما أحتاج الأمر أن يرسل جيشاً...وكان عدي بن الحاتم الطائي ... ملكاً أبن ملك... أرسل النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً إلي قبيلة (طيء) ...وكان عد قد هرب من الحرب فلم يشهدها ...واحتمى بالروم في الشام

وصل جيش المسلمين إلى ديار طيء ... كانت هزيمة طيء سلة ... فلا ملك يقود... ولا جيش مرتب...وكان المسلمين في حروبهم ...يحسنون إلى الناس ...ويعطفون وهم ف قتال ... كان المقصود صد كيد قوم عدي عن المسلمين .... وأظهار قوة المسلمين لهم

أسر المسلمين بعض قوم عدي ...وكان من بينهم أخت لعدي بن حاتم ... مضوا بالأسرى إلى المدنية ... حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرو النبي صلى الله عليه وسلم بفرار عدي إلى الشام ... فعجب صلى الله عليه وسلم من فراره!! كيف يفر من الدين؟ كيف يترك قومه؟

لكن لم يكن إلى الوصول إلى عدي سبيل... لم يطب المقام لعدي في دار الروم... فاضطر للرجوع لديار العرب... ثم لم يجد بداً من أن يذهب إلى المدينة للقاء النبي صلى الله عليه وسلم ومصالحته... أو التفاهم على شيء يرضيهما

يقول عدي وهو يحكي القصة ذهابة إلى المدنية: مارجل من العرب كان أشد كراهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني... وكنت على دين النصرانية فلما سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم كرهته كراهية شديدة॥فخرت حتى قدمت الروم على قيصر

قال : فكرهت مكاني ذلك

فقلت : والله لو أتيت هذا الرجل ... فإن كان كاذاً لم يضرني ... وإن كان صادقاً علمت ... فقدمت فأتيته

فلما دخلت المدينة جعل الناس يقلون : هذا عدي بن الحاتم ... هذا عدي بن الحاتم ... فمشيت حتى أتيت فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد فقال لي: عدي بن الحاتم

قلت : عدي بن الحاتم

فرح النبي صلى الله عليه وسلم بمقدمه ... واحتفى به ...مع أن عدياً محاربللمسلمين وفارُ من الحرب ... ومبغض الإسلام ... ولا جىء إلى النصارى

ومع ذلك لقيه صلى الله عليه وسلم بالبشاشة والبشر ॥ وأخذ بيده يسوقه معه إلى البيته ... عدي وهو يمشي بجانب النبي صلى الله عليه وسلم يرى أن الرأسين متساويان...!!
فمحمد صلى الله عليه وسلم ملك على المدينة وما حولها ... وعدي ملك على جبال طي وما حولها
ومحمد صلى الله عليه وسلم على دين سماوي ( الإسلام) ... وعدي على دين سماوي ( النصرانية)
ومحمد صلى الله عليه وسلم عنده كتاب منزل ( القران) ... وعدي عنده كتاب منزل ( الإنجيل)
كان عدي يشعر أنه لا فرق بينهما إلا في القوة والجيش
في أثناء الطريق وقعت ثلاث مواقف
بينما هما يمشيان إذا بامرأة قد وقفت في وسط الطريق فجعلت تصيح : يا رسول الله ... لي إليك حاجة ...فانتزع النبي صلى الله عليه وسلم يده من عدي ومضى إليها ... وجعل يستمع إلى حاجتها
عدي بن الحاتم ... الذي قد عرف الملوك والوزراء جعل ينظر إلى هذا المشهد ... ويقارن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس بتعامل من رآهم من قبل من الرؤساء والسادة ...فتأمل طويلاً ثم قال : والله ماهذه بأخلاق الملوك ... هذه أخلاق الأنبياااااء
وأنتهت المرأة من حاجتها ...فعاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدي ... ومضيا يمشيان ...فبينما هما كذلك ...فإذا برجل يقبل على النبي صلى الله عليه وسلم ...فماذا قال الرجل ؟
هل قال : يا رسول الله عندي أموال زائدة أبحث لها عن فقير؟! أم قال : حصدت أرضي وزاد عندي الثمر...فماذا أفعل به؟
ياليته قال شيئاً من ذلك ...لعل عدياً إذا سمعه يشعربغنى المسلمين وكثرة أموالهم
قال الرجل : يا رسول الله ...أشكوك إليك الفاقة والفقر...ماكادا هذا الرجل يجد طعاماً يسد به جوعة أولاده... ومن حوله من المسلمين يعشون على الكفاف ليس عندهم مايساعدونه به
قال الرجل هذه الكلمات وعدي يسمع ... فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم ... بكلمات ومضى ... فلما مشيا خطوات
أقبل رجل أخر قال : يارسول الله أشكو إليك قطع الطريق!!
يعني أننا يا رسول الله لكثرة أعدائنا حولنا لا نأمن أن نخرج عن بنيان المدينة لكثرة من يتعرضنا من كفار أو لصوص
أجابه النبي صلى الله عليه وسلم بكلمات ومضى ...جعل عدي يقلب الأمر في نفسه ... هو في عز وشرف في قومه ... وليس له أعداء يتربصون به
فلماذا يدخل هذا الدين الذي أهله في ضعف ومسكنة ... وفقر وحاجة
وصلا إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم ...فدخلا ... فإذا وسادة واحدة فدفعها النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدي إكراماً له .... وقال : خذ هذه فاجلس عليها ... فدفعها عدي إليه قال : بل اجلس عليها أنت ... فقال صلى الله عليه وسلم بل أنت ... حتى أستقرت عند عدي فجلس عليها
عندها ... بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يحطم الحواجز بين عدي والإسلام ...يا عدي أسلم ...تسلم ... أسلم تسلم
قال عدي : إني على دين
فقال صلى الله عليه وسلم : أنا أعلم بدينك منك
قال : أنت أعلم بديني مني؟
قال : نعم ... ألست من الركوسية
والركوسية ديانة نصرانية مشربة بشيء من المجوسية ...فمن مهارات صلى الله عليه وسلم في الإقناع أنه لم يقل ألست نصرانياً ... وإنما تجاوز هذه المعلومة إلى معلومة أدق منها فأخبره بمذهبه في النصرانية تحديداً
كما لو لقيك شخص في أحد بلاد أوربا وقال لك : لماذا لا تتنصر؟
فقلت : إني على دين
فلم يقل لك : ألست مسلماً ... ولم يقل : ألست سنياً ... وإنما قال : ألست شافعياً أو حنبلياً عندها ستدرك أنه يعرف كل شيء عن دينك
فهذا الذي فعله المعلم الأول صلى الله عليه وسلم مع عدي ... قال : ألست من الركوسية
فقال عدي : بلى
فقال صلى الله عليه وسلم : فإنك إذا غزوت مع قومك تاكل فيهم المرباع؟ (المرباع : إذا غزوت القبيلة قسم رئيسها الغنيمة أربعة أقسام فأخذ الربع له وحده وهذ حرام في دين النصرانية, جائز عند العرب)
قال : بلى
فقال صلى الله عليه وسلم : فإن هذا لا يحل لك في دينك
فتضعضع لها عدي ... وقال : نعم
فقال صلى الله عليه وسلم : أما إني أعلم الذي يمنعك ن الإسلام
أنك تقول : إنما اتبعه ضعفة الناس ومن لا قوة لهم وقد رمتهم العرب
ياعدي ... أتعرف الحيرة ؟ (الحيرة : مدينة بالعراق)
قلت : لم أرها وقد سمعت بها
قال : فوالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظغينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد
أي سيقوى الإسلام إلى درجة أن المرأة المسلمة الحاجة تخرج من الحيرة حتى تصل إلى مكة ليس معها إلا محرم ... من غير أحد يحميها
وتمر على مئات القبائل فلا يجرؤ أحد أن يتعدي عليها أو يسلبها مالها ... لأن المسلمين صار لهم قوة وهبية ... إلى درجة أن أحداً لا يجرؤ على تعرض لمسلم خوفاً من انتصار المسلمين له
فلما سمع عدي ذلك ... جعل يتصور المنظور في ذهنه ... امرأة تخرج من العراق حتى تصل إلى مكة ... معنلا ذلك أنها ستمر بشمال الجزيرة ... يعني ستمر بجبال طي ... ديار قومه
فتعجب عدي وقال في نفسه : فأين عنها ذُعّار طي الذين سعروا البلاد!! ثم قال صلى الله عليه وسلم : وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز
قال كنوز أبن هرمز ؟
قال : نعم كسرى بن هرمز ... ولتنفقن أمواله في سبيل الله
قال صلى الله عليه وسلم : ولئن طالت بك الحياة لترن الرجل يخرج بملء كفه من ذهب أو فضة يطلب منيقبله منه فلا يجد أحداً يقبله منه
يعني من كثرة المال يخرج الغني يطوف بصدقته لا يجد فقيراً يعطيه إياها ... ثم بدأ صلى الله عليه وسلم يعظ عديا ص ويذكره بالأخرة
فقال : وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه ليس بينه وبينه ترجمان , فينظر إلى يمينه فلا يرى إلا جنهم , وينظر عن شماله فلا يرى إلا جنهم
سكت عدي متفكراً
ففاجأه صلى الله عليه وسلم : يا عدي ... فما يفرك أن تقول لا إله إلا الله ؟... أو تعلم من إله أعظم من الله؟!
قال عدي: فإني حنيف مسلم ... أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
فتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم فرحاً مستبشراً
قال عدي بن حاتم : فهذه الظعينة تخرج من الحيرة تطوف بالبيت في غير جوار... ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى ...والذي نفسي بيده لتكونن الثالة لن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قالها
فتأمل كيف كان هذا الأنس منه صلى الله عليه وسلم لعدي... وهذا الاختفاء الذي قابله به ... حتى شعر به عدي ... تأمل كيف كان كل ذلك جاذباً لعدي للدخول في الإسلام ... فلو مارسنا هذا الحب مع الناس ... مهما كانو... لملكنا قلوبهم
فكرة
بالرفق واستعمال مهارات التعامل والإقناع
نستطيع أن نحقق ما نريد

الأحد، 27 فبراير 2011

كن متميزاً

لماذا يتحاور اثنان في مجلس فينتهي حوارهما بخصومة... بينما يتحاور آخران وينتهي الحوار بأنس ورضا ...إنها مهارات الحوار
لماذا يخطب اثنان الخطبة نفسها بألفاظها نفسها ...فترى الحاضرين عند الأول ما بين متثائب ونائم... أو عابث بسجاد... أو مغير لجلسته مراراً ... بينما الحاضرون عند الثاني منشد متفاعلون... لا تاكاد ترمش لهم عين أو يغفل لهم قلب...إنها مهارات الإلقاء
لماذا أذا تحدث فلان في مجلس أنصت له السامعون ... ورمو إليه أبصارهم ...بينما إذا تحدث أخر انشغل الجالسون بالأحديث الجانبية... أو قراءة الرسائل من هواتفهم المحمولة...إنها مهارات الكلام
لماذا أذا مشى مدرس في ممرات مدرسته رأيت الطلاب حوله ....هذا يصافحه ...وذاك يستشيره ...وثالث يعرض عليه مشكلة ...ولو جلس في مكتبه وسمح للطلاب بالدخول لامتلأت غرفته في لحظات
الكل يحب مجالسته
بينما مدرس آخر ...أو مدرسون ...يمشي أحدهم في مدرسته وحده...ويخرج من المسجد المدرسة وحده... فلا طالب يقترب مبتهجاً ... او شاكياً مسشيراً
ولوفتح مكتبه من طلوع الشمس إلى غروبها .... وأناء الليل وأطراف النهار.... لما اقترب منه واحد أو رغب في مجالسته
لماذا؟!!
إنها مهارات التعامل مع الناس
لماذا إذا دخل شخص إلى مجلس عام هش الناس في وجهه وبشوا ... وفرحوا بلقائه ... وود كل واحد لو يجلس بجانبه ... بينما يدخل آخر ... فيصافحونه مصافحة باردة - عادة أو مجاملة - ثم يلتفت يبحث عن مكان يجلس فيه فلا يكاد أحد يوسع له أو يدعوه للجلوس إلى جانبه ... لماذا؟!!
إنها مهارات جذب القلوب والتأثير في الناس
لماذا يدخل أب إلى بيته فيهش أولاده له ... ويقبلون إليه فرحين ... بينما يدخل الثاني على أولاده... فلا يلتفتون إليه .... أنها مهارات التعامل مع الابناء
قل مثل ذلك في المسجد ... وفي الأعراس .... وغيرها
يختلف الناس بقدراتهم ومهاراتهم في التعامل مع الأخرين ... وبالتالي يختلف الآخرون في طريقة الاحتفاء بهم أو معاملتهم... والتأثير في الناس وكسب محبتهم أسهل مما تتصور...!
لا أبالغ في ذلك فقد جربته مراراً ... فوجدت ان قلوب أكثر الناس يمكن صيدها بطرق ومهارات سهلة ... بشرط أن نصدق فيها ونتدرب عليها فنتقنها
والناس يتأثرون بطريقة تعاملنا ...وإن لم نشعر
أتولى منذ ثلاث عشرة سنة الإمامة والخطابة في جامع كلية عسكرية
كان طريقي إلى مسجد يمر ببوابة يقف عندها حارس أمن يتولى فتحها وإغلاقها
كنت أحرس إذا مررت به أن أمارس معه مهارة الأبتسامة ... فأشير بيدي مسلماً مبتسماً ابتسامة واضحة ...وبعد الصلاة أركب سيارتي راجعاً للبيت
وفي الغالب يكون هاتفي المحمول مليئاً باتصالات ورسائل مكتوبة وردت أثناء الصلاة...فأكون مشغولاً بقراءة الرسائل فيفتح الحارس البوابة فامر به عيني وأغفل عن التبسم
حتى تفاجات به يوما يوقفني وانا خارج ويقول : يا شيخ ...! أنت زعلان مني ؟!
قلت :لماذا؟
قال :لأنك وأنت داخل تبتسم وتسلم وأنت فرحان ...أما وأنت خارج فتكون غير مبتسم ولا فرحان !! وكان رجلاً بسيطاً ...فبدأ المسكين يقسم لي أنه يحبني ويفرح برؤيتي ... فأعتذرت منه وبينت له سبب انشغالى
ثم أنتبهت فعلاً إلى أن هذه المهارات مع تعودنا عليها تصبح من طبعنا ... يلاحظها الناس إذا غفلنا عنها
إضاءة
لا تكسب المال وتفقد الناس
فإن كسب الناس طريق لكسب المال



السبت، 26 فبراير 2011

لا تبكي على اللبن المسكوب

بعض الناس يعتبر طبعه الذي نشأ عليه ... وعرفه الناس به ... وتكونت في أذهانهم اصورة الذهنية عنه على أساسه ...يعتبره شيئاً لازماً له لا يمكن تغيره...فيستسلم له ويقتنع ...كما يستسلم لطول جسمه أو لون بشرته ...إذ لا يمكنه تغيير ذلك
مع أن الذكي يرى أن تغيير الطباع لعله أسهل من تغيير الملابس!! فطباعنا ليست كاللبن المسكوب الذي لا يمكن تداركه أو جمعه...بل هي بين أيدينا...بل نستطيع بأساليب معينة أن نغير طباع الناس... بل عقولهم-ربما-!!
ذكر ابن حزم في كتابه طوق الحمامة: أنه كان في الأندلس تاجر مشهور...وقع بينه وبين أربعة من التجار تنافس...فأبغضوه...وعزموا على أن يزعجوه
فخرج ذات صباح من بيته متجهاً إلى متجره... لا بساً قميصاً أبيض وعمامة بيضاء
لقيه أولهم فحياه ثم نظر إلى عمامته
وقال : ما أجمل هذه العمامة الصفراء
فقال التاجر: أعميَ بصرُك؟!!هذه عمامة بيضاء
فقال : بل صفراء...صفراء لكنها جميلة
تركه التاجر ومضى ...فلما مشى خطوات لقيه الأخر... فحياه ثم نظر إلى عمامته
وقال: ما أجملك اليوم... وما أحسن لباسك ... خاصة هذه العامة الخضراء
فقال التاجر: يا رجل العمامة بيضاء
قال : بل خضراء
قال :بيضاء ... اذهب عني
ومضى المسكين يكلم نفسه... وينظر بين الفينة والأخرى إلى طرف عمامته المتدلي على كتفيه ... ليتأكد أنها بيضاء
وصل إلى دكانه... وحرك القفل ليفتحه...فأقبل إليه الثالث
وقال :يافلان ...ما أجمل هذا الصباح ... خاصة لباسك الجميل ...وزادت جمالك هذه العامة الزرقاء
نظر التاجر إلى عمامته ليتأكد من لونها ... ثم فرك عينيه
قال : يا أخي عمامتي بيضاااااااااء
قال : بل زرقاء ... لكنها عموماً جميلة .... لا تحزن... ثم مضى
فجعل التاجر يصيح به ... العامة بيضاء... وينظر إلأيها ... ويقلب أطرافها
جلس في دكانه قليلاً... وهو لا يكاد يصرف بصره عن طرف عمامته
دخل عليه الرابع
وقال :أهلاً يا فلان ... ماشاء الله!! من أين اشتريت هذه العمامة الحمراء؟!
فصاح التاجر:عمامتي زرقاء
قال :بل حمراء
قال التاجر : بل خضراء ... لا .... لا بل بيضاء ... لا ... زرقاء ... سوداء
ثم ضحك ... ثم صرخ ... ثم بكى ... وقام يقفز!!
قال ابن حزم :فلقد كنت أراه بعدها في شوارع الأندلس مجنوناً يحذفه الصبيان بالحصى!!
فإذا كان هؤلاء بمهارات بدائية غيروا طبع رجل ... بل غيروا عقله
فما بالك بمهارات مدروسة ... منورة بنصوص الوحيين ... يمارسها المرء تعبداً لله تعالى بها
فطبق ما تقف عليه من مهارات حسنة لتستعد
وأن قلت لي: لا أستطيع ...!
قلت :حاول
وان قلت : لا أعرف॥!!
قلت : تعلم
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إنما العلم بالتعلم ‘ وإنما الحلم بالتحلم
وجهة نظر...
البطل يتجاوز القدرة على تطور مهارته
إلى القدرة على تطوير مهارات الناس... وربما تغيرها!!

الخميس، 24 فبراير 2011

طور نفسك..

تجلس مع بعض الناس وعمره عشرون سنة ...فترى له أسلوباً ومنطقاً وفكراً معيناً ...
ثم تجلس معه وعمره ثلاثون ...فإذا قدراته هي هيَ ... لم يتطور فية شئ ...


بينما تجلس مع أخرين فتجدهم يستفيدون من حياتهم ... تجده كل يوم متطوراً عن اليوم الذي قبله ...


بل ربما لا تمر ساعة إلا ارتفع بها ديناً أو دنيا ...إذا أردت أن تعرف أنواع الناس في ذلك ... فتعال نتأمل في أحوالهم واهتماماتهم ...


القنوات الفضائية مثلا ... من الناس من يتابع ماينمي فكره المعرفي... ويطور ذكاءه...


ويستفيد من خبرات الأخرين من خلال متابعة الحوارات الهادفة ... يكسب منها مهارات رائعة في النقاش...


واللغة ... والفهم ... وسرعة البديهة ... والقدرة على المناظرة ... وأساليب الإقناع ...


ومن الناس من لايكاد يفوته مسلسل يحكي قصة حب فاشلة... أو مسرحية عاطفية ... أو فيلم خيالي مرعب ....أو أفلام لقصص افتراضية تافهة... لاحقيقة لها ....
تعال بالله عليك...وانظر إلى حال الأول وحال الثاني بعد خمس سنوات ... أو عشر....
أيهما سيكون أكثر تطوراً في مهاراته؟
في القدرة على الاستيعاب؟
في سعة الثقافة؟
في القدرة على الاقناع؟
في اسلوب التعامل مع الاحديث؟
لا شك انه الأول...
بل تجد أسلوب الأول مختلفاً ... فأستشهداته بنصوص شرعية ...أو أرقام وحقائق...
أما الثاني فأستشهداته بأوقوال ممثلين ... والمغنين ....
حتى قال أحدهم يوماً في معرض كلامه...والله يقول :اِسعَ يا عبدي وأنا أسعى معك!!
فنبهناه إلى أن هذه ليست آية ...فتغير وجهه وسكت ...ثم تأملت العبارة...فإذا الذي ذكره هو مثل مصري انطبع في ذهنه من إحدى المسلسلات!!
نعم...كل إناء بما فيه ينضج...
بل تعال إلى جانب الأخر...في قرأة الصحف والمجلات...كم هم أولئك الذين يهتمون بقراءة الأخبار المفيدة والمعلومات النافعة التي تساعد على التطوير الذات... وتنمية المهارات... وزيادة المعارف...بينما كم الذين لا يكادون يلتفتون إلى غير الصفحات الرياضية والفنية!
حتى صارت الجرائد تتنافس في تكثير الصفحات الرياضية والفنية ...على حساب غيرها ...قل مثل ذلك في مجالسنا التي نجلسها ... وأوقاتنا التي نصرفها...
فأنت إذا أردت أن تكون رأساً لا ذيلاً... احرص على تتبع المهارات أينما كانت ...دربَّ نفسك عليها...
كان عبد الله رجلاً متحمساً...لكنه تنقصه بعض المهارات ....
خرج يوماً من بيته إلى المسجد ليصلي الظهر ...
يسوقه الحرس على الصلاة ويدفعه تعظيمه للدين ... كان يحث خطاه خوفاً من أن تقام الصلاة قبل وصوله إلى المسجد...
مر أثناء الطريق بنخلة في الأعلاها رجل بلباس مهنته يشتغل بأصلاح التمر...عجب عبد الله من هذا الذي ما اهتم بالصلاة ... وكأنه ما سمع أذاناً ولا ينتظر إقامة ...!!
فصاح به غاضباً: انزل للصلاة...
فقال الرجل بكل برود : طيب ...طيب...
فقال: عجل ....صل ياحمار!!
فصرخ الرجل : أنا حمار...!! ثم أنتزع عسيباً من النخلة ونزل ليفلق به رأسه!! غطى عبد الله وجهه بطرف غترته لئلا يعرفه ... وانطلق يعدو إلى المسجد ...
نزل الرجل من النخلة غاضباً ... ومضى إلى بيته وصلى وارتاح قليلاً... ثم خرج إلى نخلته ليكمل عمله...
دخل وقت العصر وخرج عبد الله إلى المسجد ...مرَ بالنخلة فإذا الرجل فوقها ...فغير أسلوب تعامله ...
قال: السلام عليكم ...كيف الحال.
قال :الحمد الله بخير.
قال : بشر!! كيف الثمر هذه السنة .
قال : الحمد الله .
قال : الله يوفقك ويرزقك ...ويوسع عليك ...ولا يحرمك أجر عملك وكدك لأولادك... ابتهج الرجل لهذا الدعاء... فأمن على الدعاء وشكر.
فقال عبد الله :
لكن يبدو لشدة أنشغالك لم تنتبه إلى أذان العصر!!
فقد أذن العصر...والإقامة قريبة...فاعلك تنزل لترتاح وتدرك الصلاة ... وبعد الصلاة أكمل عملك ... الله يحفظ عليك صحتك...
فقال الرجل: إن شاء الله ...إن شاء الله ...
وبدأ ينزل برفق...
ثم أقبل على عبد الله وصافحه بحرارة ...
وقال أشكرك على هذه الأخلاق الرائعة ... أما الذي مر بي الظهر فيا ليتني آراه لأعلمه من الحمار!!
نتيجة ...
مهراتك في التعامل مع الأخرين...
على أساسها تتحدد طريقة تعامل الناس معك ...


لماذا نبحث عن المهارات ؟

زرت إحدى المناطق الفقيرة لإلقاء محاضرة...
جاءني بعدها أحد المدرسين القادمين من خارج المنطقة...
قال لي : نود أن تساعدنا في كفالة بعض الطلاب ...
قلت : عجباً !! أليست المدارس حكومية ... مجانية؟!
قال : بلى ... لكننا نكفلهم للدراسة الجامعية ...
قلت :كذلك الجامعة ... أليست حكومية... بل تصرف للطلاب مكافآت ...
قال:سأشرح لك القصة ...
قلت : هات ...
قال : يتخرج من الثانوية عندنا طلاب نسبتهم المئوية لا تقل عن ९९% ... يملك من الذكاء والفهم قدراً لو وُزع على أمة لكفاهم...
فإذا تخرج وعزم أن يسافر خارج قريته ليدرس في الطب أو الهندسة ... أوالشريعة... أو الكمبيوتر... أو غيرها منعه أبوه وقال: يكفي ماتعلمت ...فاجلس عندي لرعي الغنم...
صرخت من غير شعور: رعي غنم !!
قال : نعم ... رعي غنم...
وفعلاً يجلس المسكين عند أبيه يرعى الغنم ... وتموت هذه القدرات والمهارات ... وتمضي عليه السنين وهو راعي غنم ... بل قد يتزوج ... ويرزق بأولاد ... ويمارس معهم أسلوب أبيه ... فيرعون غنم !!
قلت : والحل؟!
قال : الحل أننا نقنع الأب باستخدام عامل موظف راعي غنم ...يستأجره ببضع مئات من الريالات ....ندفعها نحن له ...
وولده النابغة يستثمر مواهبه وقدراته ...ونتكفل بمصاريف الولد أيضا حتى يتخرج ....
ثم خفض المدرس رأسه ... وقال : حرام أن تموت المواهب والقدرات في صدور أصحابها ...وهم يتحسرون عليها ...
تفكرت في كلامه بعدها ...فرأيت أننا لا يمكن أن نصل إلى القمة إلا بممارسة مهارات ...أو اكتساب مهارات...
نعم ...أتحدى أن أجد أحداً من الناجحين ... سواء في علم ... أو دعوة... أو خطابة ...أو تجارة ...أو طب ...أو هندسة ...أو كسب محبة الناس...
أو الناجين أسرياً .... كأب ناجح مع أولاده ... أو زوجة ناجحة مع زوجها ... أو أجتماعياً...كاالناجح مع جيرانه وزملائه...
أعني الناجحين ...ولا أعني الصاعدين على أكتاف الأخرين...!!
أتحدى أن تجد أحداً من هؤلاء بلغ مرتبة في النجاح ...إلا وهو يمارس مهارات معينة
- شعر أو لم يشعر -استطاع بها أن يصل إلى النجاح ...
قد يمارس بعض الناس مهارات ناجحة بطبيعته ... وقد يتعلم أخرون مهارات فيمارسونها ...فينجحون...
نحن هنا نبحث عن هؤلاء الناجحين ...وندرس حياتهم ... ونراقب طريقتهم ...لنعرف كيف نجحوا؟ وهل يمكن نسلك طريق نفسه فننجح مثلهم ...؟
أستمتعت قبل فترة إلى مقابلة مع أحد أثرياء العالم الشيخ سليمان الراجحي ...
فوجدته جبلاً في خلقه وفكره ...
رجل يملك المليارات ... آلاف العقارات ...بني مئات المساجد ... كفل آلاف الأيتام ... رجل في القمة النجاح ....
تكلم عن بداياته قبل خمسين سنة ...
كان من عامة الناس ... لا يكاد يملك إلا قوت يومه وربما لا يجده أحياناً
ذكر أنه ربما نظف بيوت بعض الناس ليكسب رزقه ... وربما واصل ليله بنهاره عاملاً في دكان أو مصرف...
تكلم كيف كان في سفح الجبل ... ثم لا يزال يصعد حتى وصل القمة ...
جعلت أتأمل مهراته وقدراته ...فوجدت أن الكثير منا يمكن أن يكون مثله بتوفيق الله ...
لو تعلم مهارت وتدرب عليها ... وثابر وثبت ...نعم
آمر أخر إلى البحث عن المهارات ... هو أن بعضنا يكون عنده قدرات على الأبداع لكنه غافل عنها ...
أو لم يساعده أحد على إذكائها ...كقدرة على الإلقاء ...أو فكر تجاري ... أو ذكاء معر في ....
قد يكتشف هذه القدرات بنفسه ...أو يذكي هذه المهرات مدرس ... أو مسئول وظيفي ...أو أخ ناضج ...
وما أقلهم ...
وقد تبقى هذه المهارات حبيسة النفس حتى يغلبها الطبع السائر بين الناس ... وتموت في مهدها ...
ونفقد عندها قائداً أو خطيباً أو عالماً ...
أو ربما زوجاً ناجحاً أو أباً ناحجاً ...
نحن هنا سنذكر مهارات متميزة نذكرك بها إن كانت عندك ...
وندربك عليها إن كنت فاقداً لها ...
فهلم...
فكرة ...
إذا صعدت الجبل فانظر إلى القمة ... ولا تلتفت للصخور المتناثرة حولك ...
أصعد بخطوات واثقة ...ولا تقفز فتزل قدمك ...

ماذا سنتعلم؟

يشترك الناس غالباً في الحزن والفرح


فهم جميعاً يفرحون إذا كثرت اموالهم...


ويفرحون أذا ترقوا في أعمالهم...


ويفرحون أذا شفو من أمراضهم...


ويفرحون إذا ابتسمت الدنيا لهم ...وتحققَت لهم مراداتهم...


وفي الوقت نفسه ...هم جميعاً يحزنون إذا افتقروا...


ويحزنوا اذا مرضوا...


ويحزنون إذا أهينوا...


فما ذلك كذلك... فتعال نبحث عن طريق نديم بها أفراحنا... ونتغلب بها على أتراحنا...


نعم سنة الحياة أن يتقلب المرء بين حُلوِة ومُرِة ... أنا معك فى هذا...


ولكن لماذا نعطي المصائب والأحزان في أحيان كثيرة أكبر من حجمها... فنغتم أياماً...


مع إمكاننا أن نجعل غمنا ساعة... ونحزن ساعات على ما لا يستحق الحزن...


لماذا؟!


أعلم أن الحزن والغم يهجمان على القلب ويدخلانه من غير إستئذان...ولكن كل باب هم يفتح فهناك ألف طريقة لإغلاقه...


هذا مما سنتعلمه...


تعال إلى شئ أخر ...كم نرى من الناس المحبوبين...الذين يفرحو الاخرون بالقائهم ...ويأنسون بمجالستهم...أفلم تفكر أن تكون واحداً منهم...؟


لماذا ترضى أن تبقى دائماً معجَباً (بفتح الجيم) ولا تسعى أن تكون معجِباً (بكسرها)!!


هنا سنتعلم كيف تصبح كذلك...


لماذا أذا تكلم ابن عمك في مجلس انصت له الناس وملك أسماعهم...وأعجبوا بأسلوب كلامه وإذا تكلمت انت انصرفو عنك...وتنازعتهم الأحدايث الجانبية؟!


لماذا؟ مع أن معلماتك قد تكون أكثر ...وشهاداتك أعلى ...ومنصبك أرفع ...لماذا إذن استطاع ملك أسماعهم وعجزت أنت؟!!


لماذا ذالك الأب يحبه أولاده ويفرحون بمرافقته في كل ذهاب ومجيء...وآخر لا يزال يلتمس من أولاده مرافقته وهم يعتذرون بصنوف الأعتذار...لماذا؟!

أليس كلاهما أب؟!!

ولماذا...ولماذا....

سنتعلم هنا كيفية الاستمتاع بالحياة...

أساليب جذب الناس...والتأثير فيهم...تحمل أخطائهم... التعامل مع أصحاب الأخلاقيات المؤذية... إلى غير ذلك...

فمرحباً بك...

كلمة...


ليس النجاح أن تكتشف مايحب الآخرون...

إنما النجاح أن تمارس مهارات تكسب بها محبتهم...







الاثنين، 21 فبراير 2011

هؤلإ لن يستفيدوا...

أذكر أن رسالة جاءتني على هاتفي المحمول ...نصها : فضيلة الشيخ ..ماحكم الانتحار؟
فأتصلت بالسائل فأجاب شاب في عمر الزهور ...
قلت له: عفواً لم أفهم سؤالك ..أعد السؤال !
فأجاب بكل تضجر: السؤال وضح ..ما حكم الانتحار؟
فأرادت أن أفاجئه بجواب لا يتوقعه فضحكت وقلت : مستحب॥
صرخ : ماذا ؟!
قلت: ما يرأيك أن نتعاون في تحديد الطريقة التي تنتحر بها؟
سكت الشاب..
فقلت: طيب ..لماذا تريد أن تنتحر؟
قال : لأني ما وجدت وظيفة ..ما يحبونني ..وأصلاً أنا إنسان فاشل...
و...
وانطلق يروي لي قصة تحكي فشلة في تطوير ذاتة..وعدم استعداده للاستفادة بما هو متاح بين يديه من قدرات॥
وهذه أفة عند الكثيرين॥
لماذا ينظر أحدنا إلى نفسه نظرة دونية؟
لماذا يلحظ ببصره إلى الواقفين على قمة الجبل ويرى نفسه أقل من أن يصل إلى القمة كا وصلوا...او على الأقل أن يصعد الجبل كما صعدوا...
ومن يهتيب صعود الجبال *** يعيش أبد الدهر بين الحفر
تدري من الذي لن يستفيد من هذا الكتاب‘ ولا من أي كتاب أخر من كتاب المهارات؟!
إنه الشخص المسكن الذى استسلم لأخطائه وقنع بقدراته‘ وقال: هذا طبيعي الذي نشأت عليه ... وتعودت عليه‘ ولا يمكن أن أغير طريقتي ... والناس تعودو علي بهذا الطبع ... أما أن أكون مثل خالد طريقة إلقائ... أو أحمد في بشاشته ...او زياد في محبة الناس له...
فهذا محال..
جلست يوماً مع الشيخ كبير بلغ من الكبر عتياً ...في مجلس عام‘ كل من فيه عوام متواضعو القدرات...وكان الشيخ يتجاذب أحاديث عامة مع من بجانبة...
لم يكن يمثل بالنسبة لمن في المجلس إلا واحداً منهم له حق الاحترام لكبر سنه...
فقط...
ألقيت كلمة يسير....ذكرت خلالها فتوى للشيخ العلامة عبد العزيز بن باز ....فلما انتهيت ..قال لي الشيخ مفتخراً: أنا والشيخ ابن باز كنا زملاء ندرس في المسجد عند الشيخ محمد بن إراهيم... قبل أربعين سنة...
ألتفت أنظر إلية॥ فإذا هو قد انبلجت أساريره لهذه ...كان فرحاً جداً لأنه صاحب رجلاً ناجحا يوما من ...
بينما جعلت أردد في نفسي:ولماذا يا مسكين ما صرت ناجحاً مثل ابن باز؟
مادام أنك عرفت الطريق لماذا لم ...؟
لماذا يموت ابن باز فتبكي عليه المنابر॥ والمحاريب ॥والمكتبات॥ وتئين أقوام لفقده॥ وأنت ستموت يوماً من الدهر॥ ولعله لا يبكي عليك أحد ॥ إلا مجاملة॥ أو عادة॥!!
كلنا قد نقول يوماً من الايام ॥ عرفنا فلاناً وزاملنا فلاناً॥ وجلسنا فلاناً !! وليس هذا هو الفخر॥ إنما الفخر أن تشمخ فوق القمة كما شمخ ॥
فكن بطلاً واعزم من الان أن تطبق ماتقتنع بنفعه من القدرات॥ كن ناجحا ...اقلب عبوسك أبتسامه ....وكآبتك بشاشة ...وبخلك كرماً ....وغضبك حلماً اجعل المصائب أفراحاً والإيمان سلاحاً ...
أستمتع بحياتك.. فاالحياة قصيرة لا وقت فيها للغم ....أما كيف تفعل ذلك... فهذا ما ألفت الكتاب لأجله ...معي وسنصل إلى الغاية بأذن الله...
بقا معنا...
البطل الذي لديه العزيمة والإصرار على أن يطور مهاراته ... ويستفيد من قدراته...