الأحد، 27 فبراير 2011

كن متميزاً

لماذا يتحاور اثنان في مجلس فينتهي حوارهما بخصومة... بينما يتحاور آخران وينتهي الحوار بأنس ورضا ...إنها مهارات الحوار
لماذا يخطب اثنان الخطبة نفسها بألفاظها نفسها ...فترى الحاضرين عند الأول ما بين متثائب ونائم... أو عابث بسجاد... أو مغير لجلسته مراراً ... بينما الحاضرون عند الثاني منشد متفاعلون... لا تاكاد ترمش لهم عين أو يغفل لهم قلب...إنها مهارات الإلقاء
لماذا أذا تحدث فلان في مجلس أنصت له السامعون ... ورمو إليه أبصارهم ...بينما إذا تحدث أخر انشغل الجالسون بالأحديث الجانبية... أو قراءة الرسائل من هواتفهم المحمولة...إنها مهارات الكلام
لماذا أذا مشى مدرس في ممرات مدرسته رأيت الطلاب حوله ....هذا يصافحه ...وذاك يستشيره ...وثالث يعرض عليه مشكلة ...ولو جلس في مكتبه وسمح للطلاب بالدخول لامتلأت غرفته في لحظات
الكل يحب مجالسته
بينما مدرس آخر ...أو مدرسون ...يمشي أحدهم في مدرسته وحده...ويخرج من المسجد المدرسة وحده... فلا طالب يقترب مبتهجاً ... او شاكياً مسشيراً
ولوفتح مكتبه من طلوع الشمس إلى غروبها .... وأناء الليل وأطراف النهار.... لما اقترب منه واحد أو رغب في مجالسته
لماذا؟!!
إنها مهارات التعامل مع الناس
لماذا إذا دخل شخص إلى مجلس عام هش الناس في وجهه وبشوا ... وفرحوا بلقائه ... وود كل واحد لو يجلس بجانبه ... بينما يدخل آخر ... فيصافحونه مصافحة باردة - عادة أو مجاملة - ثم يلتفت يبحث عن مكان يجلس فيه فلا يكاد أحد يوسع له أو يدعوه للجلوس إلى جانبه ... لماذا؟!!
إنها مهارات جذب القلوب والتأثير في الناس
لماذا يدخل أب إلى بيته فيهش أولاده له ... ويقبلون إليه فرحين ... بينما يدخل الثاني على أولاده... فلا يلتفتون إليه .... أنها مهارات التعامل مع الابناء
قل مثل ذلك في المسجد ... وفي الأعراس .... وغيرها
يختلف الناس بقدراتهم ومهاراتهم في التعامل مع الأخرين ... وبالتالي يختلف الآخرون في طريقة الاحتفاء بهم أو معاملتهم... والتأثير في الناس وكسب محبتهم أسهل مما تتصور...!
لا أبالغ في ذلك فقد جربته مراراً ... فوجدت ان قلوب أكثر الناس يمكن صيدها بطرق ومهارات سهلة ... بشرط أن نصدق فيها ونتدرب عليها فنتقنها
والناس يتأثرون بطريقة تعاملنا ...وإن لم نشعر
أتولى منذ ثلاث عشرة سنة الإمامة والخطابة في جامع كلية عسكرية
كان طريقي إلى مسجد يمر ببوابة يقف عندها حارس أمن يتولى فتحها وإغلاقها
كنت أحرس إذا مررت به أن أمارس معه مهارة الأبتسامة ... فأشير بيدي مسلماً مبتسماً ابتسامة واضحة ...وبعد الصلاة أركب سيارتي راجعاً للبيت
وفي الغالب يكون هاتفي المحمول مليئاً باتصالات ورسائل مكتوبة وردت أثناء الصلاة...فأكون مشغولاً بقراءة الرسائل فيفتح الحارس البوابة فامر به عيني وأغفل عن التبسم
حتى تفاجات به يوما يوقفني وانا خارج ويقول : يا شيخ ...! أنت زعلان مني ؟!
قلت :لماذا؟
قال :لأنك وأنت داخل تبتسم وتسلم وأنت فرحان ...أما وأنت خارج فتكون غير مبتسم ولا فرحان !! وكان رجلاً بسيطاً ...فبدأ المسكين يقسم لي أنه يحبني ويفرح برؤيتي ... فأعتذرت منه وبينت له سبب انشغالى
ثم أنتبهت فعلاً إلى أن هذه المهارات مع تعودنا عليها تصبح من طبعنا ... يلاحظها الناس إذا غفلنا عنها
إضاءة
لا تكسب المال وتفقد الناس
فإن كسب الناس طريق لكسب المال



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق