الخميس، 24 فبراير 2011

طور نفسك..

تجلس مع بعض الناس وعمره عشرون سنة ...فترى له أسلوباً ومنطقاً وفكراً معيناً ...
ثم تجلس معه وعمره ثلاثون ...فإذا قدراته هي هيَ ... لم يتطور فية شئ ...


بينما تجلس مع أخرين فتجدهم يستفيدون من حياتهم ... تجده كل يوم متطوراً عن اليوم الذي قبله ...


بل ربما لا تمر ساعة إلا ارتفع بها ديناً أو دنيا ...إذا أردت أن تعرف أنواع الناس في ذلك ... فتعال نتأمل في أحوالهم واهتماماتهم ...


القنوات الفضائية مثلا ... من الناس من يتابع ماينمي فكره المعرفي... ويطور ذكاءه...


ويستفيد من خبرات الأخرين من خلال متابعة الحوارات الهادفة ... يكسب منها مهارات رائعة في النقاش...


واللغة ... والفهم ... وسرعة البديهة ... والقدرة على المناظرة ... وأساليب الإقناع ...


ومن الناس من لايكاد يفوته مسلسل يحكي قصة حب فاشلة... أو مسرحية عاطفية ... أو فيلم خيالي مرعب ....أو أفلام لقصص افتراضية تافهة... لاحقيقة لها ....
تعال بالله عليك...وانظر إلى حال الأول وحال الثاني بعد خمس سنوات ... أو عشر....
أيهما سيكون أكثر تطوراً في مهاراته؟
في القدرة على الاستيعاب؟
في سعة الثقافة؟
في القدرة على الاقناع؟
في اسلوب التعامل مع الاحديث؟
لا شك انه الأول...
بل تجد أسلوب الأول مختلفاً ... فأستشهداته بنصوص شرعية ...أو أرقام وحقائق...
أما الثاني فأستشهداته بأوقوال ممثلين ... والمغنين ....
حتى قال أحدهم يوماً في معرض كلامه...والله يقول :اِسعَ يا عبدي وأنا أسعى معك!!
فنبهناه إلى أن هذه ليست آية ...فتغير وجهه وسكت ...ثم تأملت العبارة...فإذا الذي ذكره هو مثل مصري انطبع في ذهنه من إحدى المسلسلات!!
نعم...كل إناء بما فيه ينضج...
بل تعال إلى جانب الأخر...في قرأة الصحف والمجلات...كم هم أولئك الذين يهتمون بقراءة الأخبار المفيدة والمعلومات النافعة التي تساعد على التطوير الذات... وتنمية المهارات... وزيادة المعارف...بينما كم الذين لا يكادون يلتفتون إلى غير الصفحات الرياضية والفنية!
حتى صارت الجرائد تتنافس في تكثير الصفحات الرياضية والفنية ...على حساب غيرها ...قل مثل ذلك في مجالسنا التي نجلسها ... وأوقاتنا التي نصرفها...
فأنت إذا أردت أن تكون رأساً لا ذيلاً... احرص على تتبع المهارات أينما كانت ...دربَّ نفسك عليها...
كان عبد الله رجلاً متحمساً...لكنه تنقصه بعض المهارات ....
خرج يوماً من بيته إلى المسجد ليصلي الظهر ...
يسوقه الحرس على الصلاة ويدفعه تعظيمه للدين ... كان يحث خطاه خوفاً من أن تقام الصلاة قبل وصوله إلى المسجد...
مر أثناء الطريق بنخلة في الأعلاها رجل بلباس مهنته يشتغل بأصلاح التمر...عجب عبد الله من هذا الذي ما اهتم بالصلاة ... وكأنه ما سمع أذاناً ولا ينتظر إقامة ...!!
فصاح به غاضباً: انزل للصلاة...
فقال الرجل بكل برود : طيب ...طيب...
فقال: عجل ....صل ياحمار!!
فصرخ الرجل : أنا حمار...!! ثم أنتزع عسيباً من النخلة ونزل ليفلق به رأسه!! غطى عبد الله وجهه بطرف غترته لئلا يعرفه ... وانطلق يعدو إلى المسجد ...
نزل الرجل من النخلة غاضباً ... ومضى إلى بيته وصلى وارتاح قليلاً... ثم خرج إلى نخلته ليكمل عمله...
دخل وقت العصر وخرج عبد الله إلى المسجد ...مرَ بالنخلة فإذا الرجل فوقها ...فغير أسلوب تعامله ...
قال: السلام عليكم ...كيف الحال.
قال :الحمد الله بخير.
قال : بشر!! كيف الثمر هذه السنة .
قال : الحمد الله .
قال : الله يوفقك ويرزقك ...ويوسع عليك ...ولا يحرمك أجر عملك وكدك لأولادك... ابتهج الرجل لهذا الدعاء... فأمن على الدعاء وشكر.
فقال عبد الله :
لكن يبدو لشدة أنشغالك لم تنتبه إلى أذان العصر!!
فقد أذن العصر...والإقامة قريبة...فاعلك تنزل لترتاح وتدرك الصلاة ... وبعد الصلاة أكمل عملك ... الله يحفظ عليك صحتك...
فقال الرجل: إن شاء الله ...إن شاء الله ...
وبدأ ينزل برفق...
ثم أقبل على عبد الله وصافحه بحرارة ...
وقال أشكرك على هذه الأخلاق الرائعة ... أما الذي مر بي الظهر فيا ليتني آراه لأعلمه من الحمار!!
نتيجة ...
مهراتك في التعامل مع الأخرين...
على أساسها تتحدد طريقة تعامل الناس معك ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق