الخميس، 24 فبراير 2011

لماذا نبحث عن المهارات ؟

زرت إحدى المناطق الفقيرة لإلقاء محاضرة...
جاءني بعدها أحد المدرسين القادمين من خارج المنطقة...
قال لي : نود أن تساعدنا في كفالة بعض الطلاب ...
قلت : عجباً !! أليست المدارس حكومية ... مجانية؟!
قال : بلى ... لكننا نكفلهم للدراسة الجامعية ...
قلت :كذلك الجامعة ... أليست حكومية... بل تصرف للطلاب مكافآت ...
قال:سأشرح لك القصة ...
قلت : هات ...
قال : يتخرج من الثانوية عندنا طلاب نسبتهم المئوية لا تقل عن ९९% ... يملك من الذكاء والفهم قدراً لو وُزع على أمة لكفاهم...
فإذا تخرج وعزم أن يسافر خارج قريته ليدرس في الطب أو الهندسة ... أوالشريعة... أو الكمبيوتر... أو غيرها منعه أبوه وقال: يكفي ماتعلمت ...فاجلس عندي لرعي الغنم...
صرخت من غير شعور: رعي غنم !!
قال : نعم ... رعي غنم...
وفعلاً يجلس المسكين عند أبيه يرعى الغنم ... وتموت هذه القدرات والمهارات ... وتمضي عليه السنين وهو راعي غنم ... بل قد يتزوج ... ويرزق بأولاد ... ويمارس معهم أسلوب أبيه ... فيرعون غنم !!
قلت : والحل؟!
قال : الحل أننا نقنع الأب باستخدام عامل موظف راعي غنم ...يستأجره ببضع مئات من الريالات ....ندفعها نحن له ...
وولده النابغة يستثمر مواهبه وقدراته ...ونتكفل بمصاريف الولد أيضا حتى يتخرج ....
ثم خفض المدرس رأسه ... وقال : حرام أن تموت المواهب والقدرات في صدور أصحابها ...وهم يتحسرون عليها ...
تفكرت في كلامه بعدها ...فرأيت أننا لا يمكن أن نصل إلى القمة إلا بممارسة مهارات ...أو اكتساب مهارات...
نعم ...أتحدى أن أجد أحداً من الناجحين ... سواء في علم ... أو دعوة... أو خطابة ...أو تجارة ...أو طب ...أو هندسة ...أو كسب محبة الناس...
أو الناجين أسرياً .... كأب ناجح مع أولاده ... أو زوجة ناجحة مع زوجها ... أو أجتماعياً...كاالناجح مع جيرانه وزملائه...
أعني الناجحين ...ولا أعني الصاعدين على أكتاف الأخرين...!!
أتحدى أن تجد أحداً من هؤلاء بلغ مرتبة في النجاح ...إلا وهو يمارس مهارات معينة
- شعر أو لم يشعر -استطاع بها أن يصل إلى النجاح ...
قد يمارس بعض الناس مهارات ناجحة بطبيعته ... وقد يتعلم أخرون مهارات فيمارسونها ...فينجحون...
نحن هنا نبحث عن هؤلاء الناجحين ...وندرس حياتهم ... ونراقب طريقتهم ...لنعرف كيف نجحوا؟ وهل يمكن نسلك طريق نفسه فننجح مثلهم ...؟
أستمتعت قبل فترة إلى مقابلة مع أحد أثرياء العالم الشيخ سليمان الراجحي ...
فوجدته جبلاً في خلقه وفكره ...
رجل يملك المليارات ... آلاف العقارات ...بني مئات المساجد ... كفل آلاف الأيتام ... رجل في القمة النجاح ....
تكلم عن بداياته قبل خمسين سنة ...
كان من عامة الناس ... لا يكاد يملك إلا قوت يومه وربما لا يجده أحياناً
ذكر أنه ربما نظف بيوت بعض الناس ليكسب رزقه ... وربما واصل ليله بنهاره عاملاً في دكان أو مصرف...
تكلم كيف كان في سفح الجبل ... ثم لا يزال يصعد حتى وصل القمة ...
جعلت أتأمل مهراته وقدراته ...فوجدت أن الكثير منا يمكن أن يكون مثله بتوفيق الله ...
لو تعلم مهارت وتدرب عليها ... وثابر وثبت ...نعم
آمر أخر إلى البحث عن المهارات ... هو أن بعضنا يكون عنده قدرات على الأبداع لكنه غافل عنها ...
أو لم يساعده أحد على إذكائها ...كقدرة على الإلقاء ...أو فكر تجاري ... أو ذكاء معر في ....
قد يكتشف هذه القدرات بنفسه ...أو يذكي هذه المهرات مدرس ... أو مسئول وظيفي ...أو أخ ناضج ...
وما أقلهم ...
وقد تبقى هذه المهارات حبيسة النفس حتى يغلبها الطبع السائر بين الناس ... وتموت في مهدها ...
ونفقد عندها قائداً أو خطيباً أو عالماً ...
أو ربما زوجاً ناجحاً أو أباً ناحجاً ...
نحن هنا سنذكر مهارات متميزة نذكرك بها إن كانت عندك ...
وندربك عليها إن كنت فاقداً لها ...
فهلم...
فكرة ...
إذا صعدت الجبل فانظر إلى القمة ... ولا تلتفت للصخور المتناثرة حولك ...
أصعد بخطوات واثقة ...ولا تقفز فتزل قدمك ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق