الجمعة، 4 مارس 2011

مع الفقراء

عدد من الناس اليوم أخلاقهم تجاريه
فالغني فقط هو الذي تكون نكته طريفه فيضحكن عند سماعها ... واخطاؤه صغيره ... فيتغاضون عنها
أما الفقراء فنكتهم ثقبلة ... يسخر بهم عند سماعها ... وأخطاؤهم جسيمة ... يصرخ بهم عند وقوعها
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان عطفه على الغني والفقراء سواء
قال أنس رضي الله عنه :كان رجل من اهل البادية أسمه زاهر بن حرام
وكان ربما جاء المدينة في حاجة فيهدي للنبي صلى الله عليه وسلم من الباديه شيئاً من إقط أو سمن ... فُيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج إلى أهله بشيء من تمر ونحوه
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه ...وكان يقول :( إن زاهراً باديتنا ... ونحن حاضروه )... وكان زاهراً دميماً
خرج زاهر رضي الله عليه يوماً من باديته ... فأتى بيت الرسول الله صلى الله عليه وسلم ...فلم يجده ... وكان معه متاع فذهب به إلى السوق
فلما علم به النبي صلى الله عليه وسلم مضى إلى السوق يبحث عنه ... فأتاه فإذا هو يبيع متاعه ... والعرق يتصبب منه ... وثيابه أهل البادية وبشكلها ورائحتها
فحتضنه صلى الله عليه وسلم من ورائه , وزاهر لا يبصره ... ولا يدري من أمسكه
ففزع زاهر وقال : أرسلني... من هذا؟
فسكت النبي عليه الصلاة وسلام
فحاول زاهر أن يتخلص من القبضة ...وجعل يلتفت وراءه...
فرأى النبي صلى الله عليه وسلم فاطمأنت نفسه
وسكن فزعه
وصار يُلصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه ... فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمازح زاهراً ... ويصبح بالناس يقول:
من يشتري العبد ؟
من يشتري العبد؟
فنظر زاهر في حاله ... فإذا هو فقير كسير ...لا مال ... ولا جمال
فقال : إذاً والله تجدني كاسداً يارسول الله
فقال صلى الله عليه وسلم : لكنك عند الله لست بكاسد ... أنت عند الله غال
فلا عجب أن تتعلق قلوب الفقراء به صلى الله عليه وسلم وهو يملكهم بهذه الأخلاق ... كثير من القراء ... قد لا يعيب على الأغنياء البخل عليه بالمال والطعام ... ولكنه يجد عليهم بخلهم باللطف وحسن المعاشرة
وكم من فقير تبسمت في وجهه...
وأشعرته بقيمته واحترامه...
فرفع في ظلمه الليل يداً داعية ...
يستنزل بها لك الرحمات من السماء...
ورب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لا يؤبه له ... لو أقسم على الله لأبره فكن دائم البشر مع هؤلاء الضعفاء
إشارة
لعل ابتسامة في وجه فقير... ترفعك عند الله درجات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق