الجمعة، 4 مارس 2011

النساء

كان جدي يتشهد بمثل قديم : (من غاب عن عنزه جابت تيس )... بمعنى أن من لم تجد عنده زوجته ... مايشبع عاطفتها ... ويروي نفسها ... فقد تحدثها نفسها بالأستجابة لغيره ... ممن يملك معسول الكلام


وليس المقصودهم بهذا المثل تشبيه الرجل والمرأة بالتيس والعنز ... معاذ لله ... المرأة شقيقة الرجل


ولئن كان الله قد وهب الرجل جسماً قوياً ...فقد وهبها عاطفة قوية ... وكم رأينا سلاطين الرجال وشجاعتهم تخور قوامهم عند قوة عاطفة امراة


ومن مهارات التعامل مع المرأة أن تعرف المفتاح الذي تؤثر من خلاله فيها : العاطفة ... فتقاتلها بسلاحها


كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصيك بالأحسان إلى المرأة ...واحترام عاطفتها ... لأجل أن تسعد معها .... وأوصى الأب بالأحسان إلى بناته ...فقال : ( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامه أنا وهو وضم أصابعه)


وأوصى بها أولادها فقال فإنه لما سأله رجل فقال :


من أحق الناس بحسن صحابتي؟


قال : أمك ... ثم أمك .... ثم أمك ...ثم أبوك


بل أوصى صلى الله عليه وسلم بالمرأة زوجها ...وذم من غاضب زوجته أو أساء إليها


وأنظر إليه صلى الله عليه وسلم وقد قام في حجت الوداع ... فإذا بين يديه مائةُ ألف حاج ... فيهم الأسود والأبيض ... والكبير والصغير ...والغني والفقراء


صاح صلى الله عليه وسلم بهؤلاء جميعاً وقال لهم :ألا واستوصوا بالنساء خيراً ... ألا واستوصوا بنساء خيراً


وفي يوم من الأيام أطاف بازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثيرين يشتكن ازواجهن


فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك... قام ... وقال : للناس : لقد طاف بآل محمد صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشتكن ازواجهن ... ليس أولائك بخياركم


وقال صلى الله عليه وسلم ( خيُركم خيُركم لأهله وانا خيركم لأهلى)


بل ... قد بلغ من إكرام الدين للمرأة ... أنها كانت تقوم الحروب ... وتسحق الجماجم ... وتطاير الرؤوس ... لأجل عرض امرأة واحدة


كان اليهود يساكنون المسلمين في المدينة ...وكان يغيظهم نزولُ الأمر بالحجاب ... وتستُر المسلمات ...ويحاولون ان يزرعوا الفساد والتكشف في صفوف المسلمات ...فما استطاعوا


وفي أحد الايام جاءت امرأة مسلمة إلى سوق يهود بني قينقاع ... وكانت عفيفة متسترة فجلست إلى صائغ هناك منهم


فاغتاظ اليهود من تسترها وعفتها ... وودوا لو يتلذذون بالنظر إلى وجهها ... أو لمسها والعبث بها ... كما كانوا يفعلون ذلك قبل إكرامها بلأسلام


فجعلو يريدونها على كشف وجهها ...ويغرونها لتنزع حجابها ... لإابت وتمنعت


فغافلها الصائغ وهي جالسة ... وأخذ طرف ثوبها من الأسفل ... وربطه إلى طرف خمارها المتدلي على ظهرها ...


فلما قامت .... ارتفع ثوبها من ورائها ...ونكشفت أعضاؤها


فضحك اليهود منها ... فصاحت المسلمة العفيفة ...وودت لو قتلوها ولم يكشفوا عوراتها ...


فلما راى ذلك رجل من المسلمين ... سل سيفه ووثب على الصائغ فقلتله ... فشد اليهود على المسلم فقتلوه


فلما علم النبي صلي الله عليه وسلم بذلك ....وان اليهود قد نقضوا العهد وتعرضو للمسلمات ... حاصرهم ... حتى استسلموا ونزلوا على حكمه


فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم ان ينكل بهم ...ويثأر لعرض المسلمة العفيفة ... قام إليه جندي من جند الشيطان...الذين لا يهمهم عرض المسلمات ... ولا صيانة المكرمات ... وإنما هم احدهم متعة بطنه وفرجه


قام رأس المنافقين ... عبد الله بن أبي بن سلول ... فقال : يامحمد أحسن في موالي اليهود ...وكانوا أنصاره في الجاهلية ... فأرعض عنه النبي صلى الله عليه وسلم صيانه لعرض المسلمات .... وغيرة العفيفات


فغضب ذلك المنافق ... وأدخل يده في جيب درع النبي صلى الله عليه وسلم ...وجره وهوا يردد : أحسن إلى الموالي ... أحسن إلى موالي ... فغضب النبي صلى الله عليه وسلم والتفت إليه وصاح به وقال :


أرسلني


فأبى المنافق... وأخذ يناشد النبي صلى الله عليه وسلم العدو عن قتلهم


فالتفت اليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : هم لك ... ثم عدل عن قتلهم ... لكنه صلى الله عليه وسلم أخرجهم من المدينة ... وطردهم من ديارهم ... نعم المرأة العفيفة تستحق أكثر من ذلك
كانت خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها من الصحبيات الصالحات ... وكان زوجها أوس بن الصامت شيخاً كبيراً يسرع إليه الغضب ...دخل عليها يوماً راجعاً من مجلس قومه ... فكلمها في شيء فردت عليه ... فتخاصما
فغضب وقال :انت على كظهر أمي ...وخرج غاضباً
كانت هذه الكلمة في الجاهلية إذا قالها الرجل لزوجته صارت طلاقاً ... أما في الأسلام فلا تعلم خولة حكمها
رجع أوس إلى بيته ... فإذا امرأته تتباعد عنه
وقالت له : والذي نفس خويلة بيده لا تخلُصُ إلى وقد قلت ما قلت ... حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه
ثم خرجت خولة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرتله ماتلقى من زوجها وجعلت تشكو إليه ماتلقى من زوجها وسوء خلقه معها
فجعل الرسول الله صلى الله عليه وسلم يصبرها ويقول: ياخويلة ابن عمك ... شيخ كبير ... فتقي الله فيه... وهي تدافع عبراتها وتقول : يا رسول الله ... أكل شبابي ونثلرت له بطني ... حتى إذا كبرت سني ... وانقطع ولدي ... ظاهر مني ... اللهم أني أشكوك إليك
وهو صلى الله عليه وسلم يتنظر أن ينزل الله تعالى فيها حكماً من عنده ...
فبينما خويلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هبط جبريل من السماء على الرسول الله صلى الله عليه وسلم بقرآن فيه حكمها وحكم زوجها
فالتفت صلى الله عليه وسلم إليها وقال : يا خويلة ... قد أنزل فيك وفي صاحبك قرآناً ... ثم قرأ (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاورمما إن الله سميع بصير)إفى أخر الايات من سورة المجادلة
ثم قال لها : صلى الله عليه وسلم : مُريه فليعتق رقبة
فقالت : يرسول الله ... ماعنده مايعتق
قال : فليصم شهرين متتابعين
قالت :والله إنه لشيخ كبير ما له من صيام
قال : فليطعم ستين مسكيناً وسقاً من التمر
قالت : يا رسول الله ... ما ذاك عنده
فقال صلى الله عليه وسلم : فإنا سنعينه بعرق من تمر
قالت : والله يارسول الله ... أنا سأعينه بعرق آخر
فقال صلى الله عليه وسلم : قد أصبت وأحسنت ...فاذهبي فتصدقي به عنه ... ثم استوصي بابن عمك خيراً
فسبحان من وهبه اللين والتحمل مع الجميع ... حتى في مشاكلهم الشخصية ... يتفاعل معهم
وقد جربت بنفسي ...التعامل باللين والمهرات العاطفية مع البنت والزوجة ... وقبل ذلك الأم والأخت ... فوجدت لها من التأثير الكبير مالايتصوره إلا من مارسه
فالمرأة لا يكرمها إلا كريم ... ولا يهينها إلا لئيم
وقفة
قد تصبر المرأة على ...
فقر زوجها ... قبحه ...وانشغاله
لكنها قل أن تصبر على سوء خلقه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق