السبت، 5 مارس 2011

المماليك والخدم

كان صلى الله عليه وسلم يحسن الدخول إلى قلوبهم بما يناسب
لما توفي عم النبي صلى الله عليه وسلم ...اشتد أذى قريش عليه صلى الله عليه وسلم
فخرج صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ... يلتمس من ثقيف النصرة والمنعة بهم من قومه ... ورجا أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله تعالى ... خرج إليهم وحده
وصل إلى طائف ... وعمد إلى نفر ثلاثة من ثقيف وهم سادة ثقيف وأشرافهم وهم أخوه ثلاثة ... عبد يا ليل ... ومسعود .... وحبيب ... بنو عمرو بن عمير
فجلس إليهم صلى الله عليه وسلم فداعهم إلى الله وكلمهم لما جاءهم له من نصرته على الإسلام و القيام معه على خالفه من قومه ... فردوا عليه رداً قبيحاً
فقال أحدهم : هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك
وقال الآخر: أما وجد الله أحداً أرسله غيرك ؟
أما ثالث فقال - متفلسفاً :
والله لا أكلمك أبداً !لئن كنت رسولاً من الله كما تقول لأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك الكلام ... ولئن كنت تكذب على الله ماينبغي لي أن أكلمك
فلما سمع صلى الله عليه وسلم منهم الرد القبيح ... قام من عندهم ... وقد يئس من خير ثقيف ... لكنه خاف أن تعلم قريش بخبر ثقيف معه فيجترئون عليه أكثر
فقال لهم : إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا علىَّ
فلم يفعلوا ... وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصحون به
حتى أجتمع عليه الناس وألجؤوه إلى حائط لعتبة بن ربيعة ... وشيبة بن ربيعة ... وهما فيه ... ورجع عنه من سفهاء ثقيف ممن كان بعتيبه
فعمد صلى الله عليه وسلم إلى ظل حلبة من عنب فجلس فيه ...
وابنا ربيعة ينظران إليه ويريان ما يلقى من سفهاء أهل الطائف ... فلما رآه ابنا ربيعة وشيبة وما لقي تحركنا له رحمهما
فدعوا غلاماً لهما نصرانياً يقال له عداس .... وقالا له : خذ قطفاً من هذا العنب فضعه في هذا الطبق ... ثم اذهب به إلى ذلك الرجل فقل له يأكل منه ... ففعل عداس
وجاء بالعنب ... حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له : كل ... فمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إيه وقال :"بسم الله " ثم أكل
نظر عداس إليه وقال : والله إن هذا الكلام مايقوله أهل هذه البلاد
فقال له صلى الله عليه وسلم :" ومن أهل أى بلاد أنت يا عداس ؟
وما دينك ؟"
قال : نصراني ... وأنا رجل من أهل نينوى
فقال صلى الله عليه وسلم :" من قريه الرجل الصالح يونس بن متى؟"
فقال عداس : وما يدريك مايونس بن متى ؟
فقال صلى الله عليه وسلم :" ذلك أخى ... كان نبياً ... وأنا نبي"
فأكب عداس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل رأسه ويديه وقدميه ... وابنا ربيعة ينظران إليهما ... فقال أحدهما لصاحبه : أما غلامك فقد أفسده عليك
فلما رجع عداس لسيده ... وقد بدا عليه التأثر برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسماع كلامه
قال له سيده : ويلك ياعداس ! ما لك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه ؟
فقال : يا سيدي ما في الأرض شيء خير من هذا ... لقد أخبرني بأمر مايعلمه إلا نبي
فقال سيده : ويحك ياعداس لا يصرفنك عن دينك ... فإن دينك خير من دينه
فهل نستطيع نحن اليوم أن نجعل تعاملنا راقياً مع الجميع ... مهما كانت طبقاتهم؟
لمحه...
عامل البشر على أنهم بشر
لا على أشكالهم ... أو أموالهم ... أو وظائفهم




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق