الأحد، 6 مارس 2011

الحيونات

من صارت المهارات الحسنة دينية... تحولت إلى طبع يخالط دمه وعقله ... لا ينفك عنه أبداً
فتجده دائماً ليناً هيناً رفيقاً متحملاً عطوفاً ... مع كل أحد ... حتى مع الحيونات ... والجمادات
كان الرسول صلى الله عليه وسلم في سفر ...فنطلق ليقضي حاجته ... فرأى بعض الصحابة حُمرة معها فرخان ... فأخذ بعضهم فرخيها
فجاءت الحمرة ... فجعلت تحوم حولهم وترفرف بجناحيها ...فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم ورآها
التفت لى أصحابه وقال : من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولها إليها
وفي يوم آخر ... رأى صلى الله عليه وسلم قرية نمل قد أُحرقت ... فقال : من أحرق هذه ؟
قال بعض الصحابة : أنا
فغضب وقال : لا ينبغي أن يُعذب بالنار إلا رب النار
وكان صلى الله عليه وسلم من رأفته ... أنه إذا توضأ وأقبلت إليه هرة ... أصغى لها الإناء ... فشرب ... ثم يتوضأ بفضلها
ومرّ صلى الله عليه وسلم يوماً عللى رجل ملقياً شاة على الأرض ... وقد وضع رجله على صفحة عنقها ممسكاً لها ليذبحها ...وهو يحد شفرته ... وهي تلحظ إليه ببصرها
فغضب صلى الله عليه وسلم لما رآه ... وقال : أتريد أن تميتا موتتين ؟هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها ؟
ومر يوماً برجلين يتحدثان ... وقد ركب كل منها على بعيره ... فلما رآهما رحم البعيرين ... ونهى أن تتخذ الدواب كراسي
يعني لا تركب البعير إلا وقت الحاجة فقط ... فإذا انتهيت حاجتك فانزل يرتاح ... نهى صلى الله عليه وسلم عن وسم الدابة في الوجه
من أطرف ما ذكر ... أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى العضباء... ثم إن نفراً من المشركين اغاروا على إبلِ للمسلمين ...كانت ترعى في أطراف المدينة ... فذهبوا بها ... وكانت العضباء فيها ... وأسروا امرأة من المسلمين ... واستاقوها معهم ... وهرب المشركين ... بالمرأة والإبل ... وكان إذا نزلو اثناء الطريق ... أطلقوا الإبل ترعى حولهم
فنزلوا منزلاً فناموا... فقامت المرأة بالليل لتهرب منهم ... فأقبلت إلى الإبل لتركب إحداها
فجعلت كلما أتت على بعير رغا بأعلى صوته ... فتتركه خوفاً من استيقاظهم ... وجعلت تمر على افبل واحداً واحداً ... حتى أتت على العضباء
فحركتها فإذا ناقة ذلول مجرسة ... فركبتها المرأة ... ثم وجهتها نحو المدينة ... فانطلقت العضباء مسرعة
فلما شعرت المرأة بالنجاة ... أشتد فرحها ... فقالت : اللهم إن لك عليَّ نذراً ... إن أنجيتني عليها أن أنحرها ...!!
وصلت المرأة إلى المدينة ... فعرف الناس ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ... نزلت المرأة في بيتها ومضوا بالناقة إلى النبي صلى الله علية وسلم ... فجاءت المرأة تطلب الناقة لتنحرها !!
ثم قال صلى الله عليه وسلم : " لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم "
فلماذا لا تحول مهارارتك في تعامل - كالرفق البشر والكرم - إلى سجية تلازمك على جميع أحوالك ... مع كل شيء تتعامل معه ... حتى الحيونات بل والجمادات والأشجار ...!!
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم يوم الجمعة ... فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس
فقالت امرأة من الأنصار : يا رسول الله ... ألا أجعل لك شيئاً تقعد عليه ... فإن لي غلاماً نجاراً
قال : إن شئت
فعملت له المنبر...
فلما كان يوم الجمعة ... صعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر الذي صنع له
فلما فعد صلى الله عليه وسلم على ذلك المنبر....خار الجذع كخور الثور ... وصاحت النخلة ... حتى كادت تنشق ... وارتج المسجد
فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فضم الجذع إليه ... فجعلت النخلة تئن أنين الصبي الذي يُسكَت حتى استقرت
ثم قال صلى الله عليه وسلم : ( أما والذي نفس محمد بيده ... لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة )
إشارة
الله كرّم الإنسان ...
ولكن ذلك لا يفتح المجال له لاضطهاد بقية المخلوقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق